نوروز سعيد!

يوم 21 آذار نوروز يعني “اليوم الجديد”، وهو ليس فقط بشير الربيع، بل أيضًا رمز للنهضة والتجدد.

نحن، كجمعية حقوق الإنسان، نحتفل بنوروز.

تاريخيًا، يتم الاحتفال بنوروز تقليديًا في العديد من البلدان منذ نضال كاوا الحداد ضد ظلم الطاغية الضحاك. ويمكن وصف نوروز بأنه يوم نضال تشكّل على مر العصور عبر كفاح الشعوب المضطهدة. في العديد من الدول، بما في ذلك منطقتنا، خاضت الشعوب نضالات طويلة من أجل الاحتفال بنوروز. في التسعينيات، تم حظر احتفالات نوروز في المدن ذات الأغلبية الكردية، وسقط العديد من الضحايا بسبب القمع. واليوم، أصبح نوروز يومًا يحتفل به جماهيريًا بعد هذه التضحيات والمعارك.

في تركيا، بعد فشل عملية السلام بين عامي 2013-2015، دخلت البلاد منذ 24 تموز 2015 في مرحلة من الصراع المسلح والحرب الإقليمية، مما ترك القضية الكردية دون حل، وأدى إلى تصاعد الاستبداد الذي يفرض على الكرد والمعارضين كافة العيش تحت نظام قمعي. وقد تراجعت الحقوق والحريات الأساسية، وزادت العنصرية، خاصةً العداء للكرد، مما أدى إلى إسكات دعوات السلام في البلاد.

في الفترة الأخيرة، فإن استمرار الصراع بين إسرائيل وفلسطين، إلى جانب السياسة غير السلمية التي تنتهجها تركيا تجاه إقليم كردستان العراق وروجافا، يؤكد تجاهل مطالب شعوب المنطقة بالسلام، والإصرار على نهج الحرب.

بعد أكثر من أربع سنوات من العزلة المشددة، تم الإعلان عن “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي” في 27 شباط 2025، والذي تضمن دعوة لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني. وفي 1 آذار 2025، أعلن الحزب استعداده لنزع السلاح وإعلان وقف إطلاق النار، مع دعوة لتوفير الظروف لعقد مؤتمر بهذا الشأن. وبينما خلقت هذه التطورات أملاً في المجتمع، واصلت السلطة عملياتها العسكرية في روجافا وإقليم كردستان، كما استمرت في حملة الاعتقالات ضد السياسيين الكرد واليساريين، واستمرت تعيينات الوصاية على البلديات. وفي 19 آذار 2025، تم إصدار قرارات اعتقال بحق 106 شخصيات من المثقفين والفنانين والصحفيين والسياسيين، من بينهم رئيس بلدية إسطنبول، وتم اعتقال 86 شخصًا منهم. إن هذه السياسات القمعية تقوض آمال السلام تدريجيًا.

بمناسبة نوروز 2025، نؤكد أن النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام مستمر رغم كل السياسات القمعية. نوروز هو رمز لنضال الكرد والشعوب المضطهدة من أجل الديمقراطية والسلام. ومهما تصاعد القمع، فإن الذين يتعرضون له يواصلون إعلان مطالبهم بصوت أعلى في احتفالات نوروز كل عام. هذا هو المعنى الحقيقي لنوروز. ورغم كل القمع والظروف الصعبة، لا تزال احتفالات نوروز تقام بشكل جماهيري، حيث تُرفع فيها مطالب الحرية والسلام العادل.

ندعو السلطة السياسية إلى الإعلان عن إصلاحات قانونية تضمن الديمقراطية والحريات، بما يتماشى مع “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي”. ونؤكد أن نجاح عملية نزع السلاح يتطلب وقف العمليات العسكرية، وتهيئة الظروف لعبد الله أوجلان لقيادة مؤتمر نزع السلاح. كما نشدد على أن وقف الاشتباكات وحده لا يكفي لتحقيق السلام، بل يجب إنشاء آليات لمعالجة المشكلات الاجتماعية الناجمة عن الصراع المستمر منذ أربعين عامًا، وضمان العدالة وكشف الحقيقة، مع مشاركة فعالة لمنظمات المجتمع المدني في هذه العملية. نحن، كجمعية حقوق الإنسان، نعلن أننا سنواصل العمل من أجل تحقيق سلام عادل في منطقتنا والعالم بأسره.

كمناصرين لحقوق الإنسان، نتمنى أن يكون نوروز هذا العام بداية لمرحلة جديدة نحو السلام، وأن يجلب الحرية والعدالة والمساواة للجميع.

يعيش نوروز!

بِژي نوروز!

تعيش أخوّة الشعوب!

يعيش السلام!

جمعية حقوق الإنسان